المشاركات

على طريق الاستقامة والدعوة .. هل تشعر بالملل أو الوحشة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين  ﴿ إِنَّ ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ تَتَنَزَّلُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَلَّا تَخَافُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَبۡشِرُوا۟ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِی كُنتُمۡ تُوعَدُونَ * نَحۡنُ أَوۡلِیَاۤؤُكُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَشۡتَهِیۤ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِیهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلࣰا مِّنۡ غَفُورࣲ رَّحِیمࣲ * وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلࣰا مِّمَّن دَعَاۤ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا وَقَالَ إِنَّنِی مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ * وَلَا تَسۡتَوِی ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّیِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِی بَیۡنَكَ وَبَیۡنَهُۥ عَدَ ٰ⁠وَةࣱ كَأَنَّهُۥ وَلِیٌّ حَمِیمࣱ * وَمَا یُلَقَّىٰهَاۤ إِلَّا ٱلَّذِینَ صَبَرُوا۟ وَمَا یُلَقَّىٰهَاۤ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِیمࣲ * وَإِمَّا یَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّیۡطَـٰنِ نَزۡغࣱ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ ﴾ [فصلت 30-٣٦] يا معشر الصالحين والمصلحين .. الله يعلم أنكم بشرٌ يعتريكم الملل من طول الطريق فبشركم بجمال النها...

كيف يولد كل مولود على فطرة الإسلام ؟

  بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين لو وُلد طفل في قبيلة نائية لا يعرفون شيئاً عن الأديان والحياة المعاصرة ، ولما كبر وبلغ الرشد ارتحل حتى وجد مدينة عصرية ، ووجد أهلها على ديانات وعقائد مختلفة : إسلامية ، يهودية ، نصرانية ، عباد الأصنام ، عباد الكون والنجوم ، ملحدون لا يؤمنون بدين . وقام كل فريق بشرح عقيدته ومبادئه فإنه سيختار الإسلام ! لماذا ؟ لأن العقيدة والمبادئ الإسلامية تتفق مع عقله الفطري ومشاعره وغرائزه : المخلوقات الباهرة في عظمتها ودقتها لا بد لها من خالق ، والخالق لا بد أن يكون واحداً بالغ الكمال في العلم والقدرة والحكمة لا شريك ولا شبيه له ، ولا يمكن أن يكون المخلوق رباً خالقاً . المخلوق يحتاج إلى خالقه وقت الأزمات فيلتجئ إليه مباشرة دون واسطة . لا بد للخلق من تعليماتٍ يعلمهم إياها خالقهم وهي الوحي ، ولا بد من رسول يبلغ هذه التعليمات للناس ويمثل القدوة العملية في تنفيذها ، والبراهين الواضحة تدل على صدق القرآن الكريم والنبي محمد صلى الله عليه وسلم . الغرائز يتم إشباعها بشكل متوازن دون إفراط أو تفريط . الناس سواسية في نظر الخالق فتعليماته للجميع وإنما يتفاوتون عنده بحسب ات...

لماذا تلبسن النقاب !

  بسم الله الرحمن الرحيم عزيزاتي الغاليات ..  بناتي .. قريباتي .. وكل مؤمنة منتقبة لماذا تلبسن النقاب !! أترك لكن الإجابة في خانة التعليقات  

قولوا للغرب: لا توجد "فاحشة آمنة" ، و"الزواج الآمن" خيرٌ لهم لو كانوا يعقلون !

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين   تزوج النبي ﷺ خديجة رضي الله عنها وهي أكبر منه بكثير؛ لأن فارق السن كان مألوفاً، وبعد وفاتها أشارت عليه خولة بنت حكيم بالزواج من عائشة رضي الله عنها؛ لأن زواج الصغيرات كان مألوفاً أيضاً بدليل أن عائشة كانت مخطوبة لجبير بن المطعم بن عديّ قبل خطبة النبي لها، وكان جبير وأبواه كافرين، فأبدوا عدم الرغبة في إتمام الزواج خوفاً على ابنهم المشرك من تحوله لدين أبي بكر! ففرح أبو بكر رضي الله عنه بخطبة النبي ﷺ لها وزوجها إياه (أي عقد قرانها، وهو ما يعرف حالياً بالمِلكة أو كتب الكتاب)، وبعد الهجرة، لما بلغت عائشة سن التاسعة: بنى بها النبي ﷺ (أي دخل بها، وتم العرس). عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَزَوَّجَهَا وهي بنْتُ سِتِّ سِنِينَ، وبَنَى بهَا وهي بنْتُ تِسْعِ سِنِينَ . رواه البخاري ومسلم لم يستغل مشركو قريش، ولا يهود المدينة ومنافقوها زواج عائشة في تلك السن للنيل من رسول الله ﷺ والطعن فيه؛ لأن الأمر معهود، ولا عيب فيه.  كان زواج صغيرات السن معروفاً عند غير العرب كذلك، وفي هذا الرابط قائمة طويلة جداً بأسماء وأعم...

الهم والحزن في حياة الصالحين

  بسم الله الرحمن الرحيم  أخطأ بعض المتصوفة الذين رأوا الحزن فضيلة واعتبروه من منازل السائرين إلى الله، واستشهدوا لذلك بأحاديث وآثار لا تصح ، حتى إن بعضهم يدعو الله أن يديم حزنه! بالمقابل أخطأ بعض الدعاة والوعاظ حين اعتبروا السلامة من الهم والحزن علامة على قوة الإيمان، وجائزة دنيوية على الأعمال الصالحة، وأن طول الحزن والهم من نتائج أو علامات قسوة القلب والغفلة عن ذكر الله، وأن المؤمن لا يصيبه مرض الاكتئاب والقلق،  وتراهم يعزون المصاب في بدنه أو ماله بأن ذلك ابتلاء، أما المصاب في مشاعره ووجدانه بالهم والحزن فيتهمونه بالذنب ويربطون عافيته بالتوبة والاستغفار،  واستدلوا لذلك بمثل قوله سبحانه ﴿مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَنُحۡیِیَنَّهُۥ حَیَوٰةࣰ طَیِّبَةࣰۖ﴾ وقوله  ﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَتَطۡمَىِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَىِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ وقوله ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِی فَإِنَّ لَهُۥ مَعِیشَةࣰ ضَنكࣰا﴾ ،   واستشهدوا بتفسير بعض المتأخرين دون الرجوع لتفسير السلف المتقدمين رحمهم ال...

بشروهم برمضان ولا تجعلوا الفوز فيه صعبا

بسم الله الرحمن الرحيم  وبه نستعين بشروا المؤمنين برمضان كما بشر النبي ﷺ أصحابه "أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم." أخرجه أحمد، والنسائي، وصححه الألباني.   واحذروا من تثقيله وتصعيبه على الناس بتكريس الصورة المثالية المغلوطة عن السلف أنهم في رمضان يتركون أعمالهم ويقفلون دكاكينهم ويختمون القرآن أكثر من ختمة يوميا، فهذه اجتهادات وردت عن أفراد ممن جاء بعد الصحابة، أما عموم الصحابة فإنهم يجتهدون بالقيام والقرآن والصدقة والجهاد، والحذر من المحرمات، دون تكلف وزيادة على الحد المشروع، ودون إهمال للكسب والزراعة والتجارة. قالت عائشة رضي الله عنها "وَلَا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ القُرْآنَ كُلَّهُ في لَيْلَةٍ".  وقال ﷺ "لم يَفقَهْ من قرأ القرآنَ في أقَلَّ من ثلاثٍ."  وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَفِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ ثَلَا...

منتصف العمر بين ابتهال الصالحين وأزمة الغربيين

 بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين هل ما حققته في حياتي يستحق ما بذلته من جهد وعناء ، وهل نفعتني طموحاتي أم ضرتني ؟ هل كان اختياري لزوجتي / زوجي موفقاً ، وهل كان إنجابنا للأطفال قراراً حكيماً ؟ أليس من حقي بعد السنوات التي بذلتها من أجل غيري أن أهتم بنفسي وأشبع رغباتي ؟ هل ما بقي من حياتي هو معاناة السكر والضغط والمفاصل وبداية الموت ؟ ألا يجب أن أجدد شبابي فأهتم أكثر بزينتي وهندامي وصحتي وأفعل ما يفعل الشباب ؟ ألم يأن الأوان لأمضي بقية حياتي على سجادة الصلاة وبين دفتي المصحف استعداداً للقاء الله عز وجل ؟ هل أكرس بقية عمري لأسرتي ، وأرمم علاقاتي مع أرحامي وأصدقائي القدامى أم أستعيد هواياتي التي أهملتها بسبب الانهماك في مشاغل الحياة ؟ أزمة الغربيين هذه المراجعات وغيرها من الخواطر ترد على بعضنا رجالاً ونساءً في مرحلة الرشد ما بين الثلاثين والستين من أعمارنا . سماها علماء النفس الغربيون "أزمة منتصف العمر" وتظهر عندهم ما بين الخامسة والثلاثين إلى الخامسة والأربعين ، ولا تقف عند أسئلة الماضي والمستقبل بل تشمل الهدف من الحياة وأزمة الهوية : "من أنا و ماذا أريد وما الغاية من وجو...