بشروهم برمضان ولا تجعلوا الفوز فيه صعبا
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
بشروا المؤمنين برمضان كما بشر النبي ﷺ أصحابه "أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم." أخرجه أحمد، والنسائي، وصححه الألباني.
واحذروا من تثقيله وتصعيبه على الناس بتكريس الصورة المثالية المغلوطة عن السلف أنهم في رمضان يتركون أعمالهم ويقفلون دكاكينهم ويختمون القرآن أكثر من ختمة يوميا، فهذه اجتهادات وردت عن أفراد ممن جاء بعد الصحابة، أما عموم الصحابة فإنهم يجتهدون بالقيام والقرآن والصدقة والجهاد، والحذر من المحرمات، دون تكلف وزيادة على الحد المشروع، ودون إهمال للكسب والزراعة والتجارة.
قالت عائشة رضي الله عنها "وَلَا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ القُرْآنَ كُلَّهُ في لَيْلَةٍ".
وقال ﷺ "لم يَفقَهْ من قرأ القرآنَ في أقَلَّ من ثلاثٍ."
وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَفِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ.. وَقَالَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلِّ مِنْ ثَلَاثٍ فَهُوَ رَاجِزٌ هَذَّ كَهَذِّ الشِّعْرِ أَوْ نَثَرَ كَنَثْرِ الدَّقَلِ» (مختصر قيام الليل للمروزي).
وأمر ﷺ عبدالله بن عمرو بن العاص بالختم في أربعين، وما زال عبدالله يطالبه بالزيادة لقوته ورغبته حتى نهاه ﷺ نهيا صريحا عن الزيادة على ثلاث ليال.
بشروهم برمضان وبالمغفرة لمن صامه إيماناً بفرضيته واحتساباً لأجره.
وبشروا من حفظ صومه من محرمات النظر والسمع والأكل واللسان أن صومه وقاية له من النار.
وبشروا من أكمل صلاة التراويح مع الإمام بأنها تكتب قيام ليلة.
وبشروا النساء اللاتي يحتسبن الأجر في إعداد الفطور والسحور بأن لهن مثل أجور الصائمين.
وبشروا من فطر صائما بمثل أجره.
📍لا تنفروا المقصرين في الصلاة إذا رأيتموهم يصلون التراويح بقول "بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان"، بل رحبوا بهم وادعوا لهم بالصلاح والثبات.
🌹اللهم بلغنا رمضان، وسلمه لنا، وسلمنا له، وتسلمه منا متقبلا.. آمين
تعليقات
إرسال تعليق