المشاركات

قولوا للغرب: لا توجد "فاحشة آمنة" ، و"الزواج الآمن" خيرٌ لهم لو كانوا يعقلون !

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين   تزوج النبي ﷺ خديجة رضي الله عنها وهي أكبر منه بكثير؛ لأن فارق السن كان مألوفاً، وبعد وفاتها أشارت عليه خولة بنت حكيم بالزواج من عائشة رضي الله عنها؛ لأن زواج الصغيرات كان مألوفاً أيضاً بدليل أن عائشة كانت مخطوبة لجبير بن المطعم بن عديّ قبل خطبة النبي لها، وكان جبير وأبواه كافرين، فأبدوا عدم الرغبة في إتمام الزواج خوفاً على ابنهم المشرك من تحوله لدين أبي بكر! ففرح أبو بكر رضي الله عنه بخطبة النبي ﷺ لها وزوجها إياه (أي عقد قرانها، وهو ما يعرف حالياً بالمِلكة أو كتب الكتاب)، وبعد الهجرة، لما بلغت عائشة سن التاسعة: بنى بها النبي ﷺ (أي دخل بها، وتم العرس). عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَزَوَّجَهَا وهي بنْتُ سِتِّ سِنِينَ، وبَنَى بهَا وهي بنْتُ تِسْعِ سِنِينَ . رواه البخاري ومسلم لم يستغل مشركو قريش، ولا يهود المدينة ومنافقوها زواج عائشة في تلك السن للنيل من رسول الله ﷺ والطعن فيه؛ لأن الأمر معهود، ولا عيب فيه.  كان زواج صغيرات السن معروفاً عند غير العرب كذلك، وفي هذا الرابط قائمة طويلة جداً بأسماء وأعمار فتيات

الهم والحزن في حياة الصالحين

  بسم الله الرحمن الرحيم  أخطأ بعض المتصوفة الذين رأوا الحزن فضيلة واعتبروه من منازل السائرين إلى الله، واستشهدوا لذلك بأحاديث وآثار لا تصح ، حتى إن بعضهم يدعو الله أن يديم حزنه! بالمقابل أخطأ بعض الدعاة والوعاظ حين اعتبروا السلامة من الهم والحزن علامة على قوة الإيمان، وجائزة دنيوية على الأعمال الصالحة، وأن طول الحزن والهم من نتائج أو علامات قسوة القلب والغفلة عن ذكر الله، وأن المؤمن لا يصيبه مرض الاكتئاب والقلق،  وتراهم يعزون المصاب في بدنه أو ماله بأن ذلك ابتلاء، أما المصاب في مشاعره ووجدانه بالهم والحزن فيتهمونه بالذنب ويربطون عافيته بالتوبة والاستغفار،  واستدلوا لذلك بمثل قوله سبحانه ﴿مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَنُحۡیِیَنَّهُۥ حَیَوٰةࣰ طَیِّبَةࣰۖ﴾ وقوله  ﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَتَطۡمَىِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَىِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ وقوله ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِی فَإِنَّ لَهُۥ مَعِیشَةࣰ ضَنكࣰا﴾ ،   واستشهدوا بتفسير بعض المتأخرين دون الرجوع لتفسير السلف المتقدمين رحمهم الله. وهذا الفهم الخطأ ضار بصحة المؤ

بشروهم برمضان ولا تجعلوا الفوز فيه صعبا

بسم الله الرحمن الرحيم  وبه نستعين بشروا المؤمنين برمضان كما بشر النبي ﷺ أصحابه "أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم." أخرجه أحمد، والنسائي، وصححه الألباني.   واحذروا من تثقيله وتصعيبه على الناس بتكريس الصورة المثالية المغلوطة عن السلف أنهم في رمضان يتركون أعمالهم ويقفلون دكاكينهم ويختمون القرآن أكثر من ختمة يوميا، فهذه اجتهادات وردت عن أفراد ممن جاء بعد الصحابة، أما عموم الصحابة فإنهم يجتهدون بالقيام والقرآن والصدقة والجهاد، والحذر من المحرمات، دون تكلف وزيادة على الحد المشروع، ودون إهمال للكسب والزراعة والتجارة. قالت عائشة رضي الله عنها "وَلَا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ القُرْآنَ كُلَّهُ في لَيْلَةٍ".  وقال ﷺ "لم يَفقَهْ من قرأ القرآنَ في أقَلَّ من ثلاثٍ."  وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَفِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ ثَلَا

منتصف العمر بين ابتهال الصالحين وأزمة الغربيين

 بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين هل ما حققته في حياتي يستحق ما بذلته من جهد وعناء ، وهل نفعتني طموحاتي أم ضرتني ؟ هل كان اختياري لزوجتي / زوجي موفقاً ، وهل كان إنجابنا للأطفال قراراً حكيماً ؟ أليس من حقي بعد السنوات التي بذلتها من أجل غيري أن أهتم بنفسي وأشبع رغباتي ؟ هل ما بقي من حياتي هو معاناة السكر والضغط والمفاصل وبداية الموت ؟ ألا يجب أن أجدد شبابي فأهتم أكثر بزينتي وهندامي وصحتي وأفعل ما يفعل الشباب ؟ ألم يأن الأوان لأمضي بقية حياتي على سجادة الصلاة وبين دفتي المصحف استعداداً للقاء الله عز وجل ؟ هل أكرس بقية عمري لأسرتي ، وأرمم علاقاتي مع أرحامي وأصدقائي القدامى أم أستعيد هواياتي التي أهملتها بسبب الانهماك في مشاغل الحياة ؟ أزمة الغربيين هذه المراجعات وغيرها من الخواطر ترد على بعضنا رجالاً ونساءً في مرحلة الرشد ما بين الثلاثين والستين من أعمارنا . سماها علماء النفس الغربيون "أزمة منتصف العمر" وتظهر عندهم ما بين الخامسة والثلاثين إلى الخامسة والأربعين ، ولا تقف عند أسئلة الماضي والمستقبل بل تشمل الهدف من الحياة وأزمة الهوية : "من أنا و ماذا أريد وما الغاية من وجو

هل جرب علماء النفس الخوف من الله والبكاء من خشيته ؟

  بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ونحن في الشهر السابع تقريباً في بطون أمهاتنا نبدأ الشعور بالخوف ، فنخاف من السقوط عندما تتحرك الأم بشكل مفاجئ ، ونخاف من الصوت القوي ، ويظهر خوفنا على شكل حركة تشعر بها الأم ! خلق الله فينا الخوف كوسيلة حماية ، فنتقي مصدر الخوف حفاظاً على سلامتنا . عدم الخوف يؤدي إلى اللا مبالاة وبالتالي الوقوع في الأضرار ، وزيادة الخوف عن الحد الطبيعي أو الخوف مما لا يستحق الخوف يؤدي إلى تجنب بعض الأعمال المهمة والنافعة وبالتالي ضعف الإنتاجية ، أو عدم مواجهة مصدر الخوف وبالتالي الانعزال ، أو ظهور أعراض جسمية وسلوكية كالارتباك وسرعة النفس وخفقان القلب وبالتالي الخوف من تكرر تلك الأعراض فنخاف من الخوف ، أو الخوف من المجهول وبالتالي الشعور المستمر بالقلق وعدم الأمان .. كل ذلك يؤدي مع الوقت إلى الضعف النفسي وعدم تقدير الذات ، ومن ذلك الشعور بالإحباط أو أننا لا نستحق النجاح والفوز والسعادة .    الخوف من الله تعالى هو الخوف الوحيد الذي يشعرنا بالأمان ، والبكاء من خشية الله هو البكاء الذي يتميز بطرد الحزن ويشعرنا بالسعادة والطمأنينة ! لا تعجب فإن من خاف من شيءٍ هرب منه ، إ

إني جبان وإني ضعيف !

بسم الله الرحمن الرحيم  وبه نستعين جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : إنِّي جَبانٌ وإنِّي ضَعِيفٌ! فقال صلى الله عليه وسلم : هَلُمَّ إلى جِهادٍ لا شَوْكةَ فِيِه ؛ الحَجُّ . رواه الطبراني عن الحسين بن علي رضي الله عنه وصححه الألباني . أي لا قتال فيه ، وشوكة القتال شدته وحدته (فيض القدير) . تألم هذا الصحابي الجليل من ضعفه وخوفه ، وأشفق من فوات فضيلة الجهاد ، فأرشده المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى الحج ، فهو جهادٌ لا قتال فيه ، بل وله باب من أبواب الجنة الثمانية كما قال بعض أهل العلم . الجنة فسيحة الأماكن كثيرة المنازل .. لا يظن ظانٌ أنه لا مكان له فيها بسبب ضعفه وتقصيره وعدم قدرته على فعل ما يفعله مشاهير الصالحين والأئمة ! دخلها رجلٌ بسبب غصن شوك أزاحه عن طريق الناس.. ودخلها رجلٌ لأنه يحب سورة الإخلاص.. ودخلها رجلٌ لأنه ينام وليس في قلبه غش لأحد من المسلمين.. ودخلتها بغيٌ بسبب كلب عطشان سقته الماء.. ودخلتها امرأةٌ فقيرة بسبب تمرةٍ قسمتها نصفين أعطتهما لابنتيها ولم تأكل هي شيئاً.. إذا طهّر المسلم توحيده من دنس الشرك ، وأقام أركان الإسلام ، واجتنب الموبقات، فلينظر فيما يُحس

قدوات صالحة في العمل الطبي.. مواقف مؤثرة وتجارب واقعية

قدوات صالحة في العمل الطبي مواقف مؤثرة وتجارب واقعية   قال بعض السلف : "القصص جندٌ من جنود الله" لأثرها البالغ في تزكية النفس وغرس القيم وتصحيح السلوك ، وكثيرٌ من أعمال البر لا يشعر أصحابها بأثرها المبارك على من حولهم الذين يقتدون بهم ، وسيجدون أعمالهم في ميزان حسناتهم .. إنها الدعوة الصامتة ونشر الخير بمجرد القدوة . طلبت من بعض إخواني في الله من الزملاء الاستشاريين إفادتي بما تيسر لديهم من المواقف التي عايشوها وتركت في أنفسهم ذلك الأثر المحمود ، ونشرتها هنا (بحسب وصولها إلي زمناً) تعاوناً على البر والتقوى ، ونشراً للعلم النافع ، وسأترك خانة التعليقات متاحةً لزملائنا في القطاع الصحي للمساهمة بما لديهم .. بارك الله لنا ولكم فيما نقرأ ونكتب ، والله ولي التوفيق . *** من الدكتور مبارك الشمراني ،، استشاري الأمراض المعدية لدى الأطفال   دُعيت إلى حفل تكريم ممرضة فلبينية أسلمت ، فهنأتها وسألتها عن سبب إسلامها ، فقالت : لفت نظري حسن خلق بعض الأطباء المتدينين والتزامهم بالعمل وحرصهم على المرضى ، فبحثت عن علاقة ذلك بالدين الإسلامي ، وقرأت وسألت حتى انشرح صدري للإسلام .