تساؤلات شائعة حول الحجاب

بسم الله الرحمن الرحيم

رب أعن ويسر

 

   لماذا الحجاب ؟

  يحبه الله ولذلك فرضه .

 لبسته أمهات المؤمنين فتقتدي بهن المؤمنة وتتمنى أن تكون معهن يوم القيامة، " المرء مع من أحب " .

 المحجبة تؤجر على كل نظرة تقدير يصاحبها دعاء لها ولمن رباها، وتؤجر بكل فتاة تحجبت أو ثبتت على الحجاب بسببها .

 التي تكشف ما يجب عليها ستره تأثم بكل نظرة محرمة نظرها إليها الرجال وتأثم بكل فتاة تأثرت بها وقلدتها.

 ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ 

لبس الحجاب عن قناعة ينمو معه شعور فياض بطهارة الروح والقرب من الله ، ويقلل الخواطر الغريزية لدى الرجال الذين يتعاملون معها.

 ﴿ ..يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ.. ﴾  

أي أقرب وأحرى أن يعرفهن الناس بالحشمة والالتزام فيحترمهن الذين يحترمون إنسانية المرأة وعقلها ودينها ، ولا يؤذيهن الجهال والفساق الذين يتلهفون لجسدها ، ولا يستخدم أجسادهن تجار الموضة لتسويق بضائعهم .

 

الحجاب مشقة خصوصاً في شدة الحر ؟ !

  الغربيات اللاتي يلبسن القصير يتحملن مشقة لبسه في شدة البرد ويتكيفن مع ذلك بعدة أساليب !

 كثرة التعرض لأشعة الشمس سبب رئيس لسرطان الجلد في الغرب ، ومع ذلك لم يتواصوا باللباس المحتشم ، بل تواصوا باستعمال "كريم" وقاية الجلد باستمرار !

 هل يليق بالمرأة الكافرة أن تتحمل مشقة التعري الذي يزينه الشيطان ، ولا يليق بالمؤمنة أن تحافظ على ما يرضي ربها الذي بيده سعادتها في الدنيا والآخرة ؟ 

 مشقة المسلمة مع الحجاب مشقة "معتادة" وقابلة جدا للتكيف كمشقة الاستيقاظ للدراسة والعمل. 

 تؤجر المؤمنة على مشقة الحجاب "أجرك على قدر نصبك" أي على قدر تعبك. ويزداد الأجر بنية التعبد لله وتمثيل القدوة الصالحة وحفظ المجتمع من شر التبرج وآثامه. 

 مثل الحج والصوم والصلاة.. فيها مشقة معتادة نتكيف معها لشدة حاجتنا للعبادة ، فهي طريق الجنة وتمنحنا الطمأنينة والتوازن في الحياة ، وأجر الصبر على أوامر الله لا يتخيله العقل ولا يمكن قياسه بالعدد ﴿إِنَّمَا یُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَیۡرِ حِسَابࣲ﴾.

 

 الحجاب يسبب نقص فيتامين  د  لدى النساء !

   نقص فيتامين د  مشكلة عامة شملت الرجال والنساء ، أحد أسبابها المهمة البقاء دوماً في الظل وقلة التعرض لأشعة الشمس ، والحل في التعرض للشمس قدر المستطاع (دون الإخلال بديننا وهويتنا) واستعمال فيتامين د حسب التوصيات الطبية.  

 هكذا المؤمن الواعي ؛ يحل ما يطرأ من مشكلات دون أن يتأثر إيمانه العميق بشرائع دينه ، بخلاف ضعيف العلم والإيمان " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ ". أي : ومن الناس مضطرب يعبد الله على شك، فإن أصابه خير من صحة وغنى استمرّ على إيمانه وعبادته لله، وإن أصابه ابتلاء بمرض وفقر تشاءم بدينه فارتدّ عنه. (المختصر في التفسير) 

  

  

 غطاء الوجه عادات وتقاليد ، وفقهياً مختلف فيه وأنتم تختارون الفتاوى المتشددة ؟ !

  لو نظرنا الى صور النساء قديما في أغلب دول العالم الإسلامي (لباس محتشم وغطاء وجه) لعرفنا أن كافة المذاهب تعتبر غطاء الوجه "فضيلة" في حق المرأة وأمان للمجتمع من الفتنة والذي يرى جواز كشف الوجه يشترط أمن الفتنة.

  هذا عمل المسلمين وفتوى علمائهم على مدار ألف وثلاثمائة سنة حتى جاء الاحتلال الغربي وزرع فكرة " الحجاب عادة وليس دينا "

 وإذا تأملنامظاهر التبرج والتعري المتتابعة بسرعة في تلك الدول بعد نزع حجاب الوجه ؛ ازدادت قناعتنا بأن غطاء الوجه حماية لبقية اللباس الشرعي المتفق على وجوبه .

 

 بعض الكاشفات أطيب من بعض المحجبات ؟ !

   بعض المدخنين أطيب من غير المدخنين فهل نؤيد التدخين ؟ 

 الإنسان يُحاسَب على جميع أعماله، فالمحجبة الخاطئة تحاسب على خطئها وتؤجر على حجابها، والطيبة التي تكشف ما يجب ستره تحاسب على ذلك وتؤجر على طيبتها .

 " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " .

 

  الإيمان في القلب وقيمة الإنسان في الجوهر أما الحجاب فمجرد شكليات ؟ !

   ولماذا تهتم المرأة بشعرها ومكياجها وهندامها ؟ أليست شكليات ؟

  بلى.. لكنها جزء من شخصيتها وتفاعل طبيعي مع أنوثتها ..

 وكذلك حجاب المؤمنة .. جزء من شخصيتها وتفاعل إيجابي مع إيمانها.

 

 الحجاب ليس من أركان الإسلام ؟

  الصدق والأمانة وبر الوالدين .. ليست من أركان الإسلام، فهل ترضى المؤمنة الطيبة أن تكون كذابة وغشاشة وعاقة لوالديها ؟

 هل نستطيع العيش في بيت له أركان بدون جدران وسقف ؟

 

 ترك الحجاب الواجب ذنب صغير لا يستحق التهويل !

  الذنوب الكبيرة تبدأ عادة بذنوب صغيرة، والشيطان يحرص على تعري البشر عموماً والنساء خصوصاً خطوةً خطوةً

 " وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ".. كشف الوجه ثم الرأس ثم القصير والعاري والضيق ..

  " يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا " تعري بني آدم هدف شيطاني قديم من بدء الخليقة ، لأنه يسهل عليه إفساد المجتمع.

 

  الحجاب تقييد للحرية ؟ !

   يعتمد على تعريف الحرية! 

 الحرية أن نقول الحق ونعمل به دون خوف من الآخرين ، ووظيفتنا تبدأ أولاً بمعرفة الحق .

 " قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ  ". أي : قل أيها الرسول لهم : الله وحده يهدي للحق. 

 الموفق هو الذي يدعو الله بإخلاص كي يهديه للحق. 

 يقول تبارك وتعالى في الحديث القدسي " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم". 

 

  الرجال هم الذين يفرضون الحجاب على النساء في مجتمعنا وأغلبهن لا يردن غطاء الوجه ؟ !

  يجب التأكد من مصداقية التعميمات التي يطلقها البعض .

 في دراسة أجرتها جامعة ميتشغن الأمريكية ؛ أغلبية السعوديين رجالاً ونساءً يختارون غطاء الوجه .

  http://www.pewresearch.org/fact-tank/2014/01/08/what-is-appropriate-attire-for-women-in-muslim-countries/

 

 ثم ماذا عن الفرنسيات اللاتي اخترن الحجاب بمحض إرادتهن ، والرجال الفرنسيون (في الحكومة) يلزمونهن بخلعه ؟

 ماذا عن الرجال "التجار" الذين يملكون شركات وقنوات الأزياء والموضة والترفيه ومسابقات المواهب والغناء وملكات الجمال ... ألا يضغطون على المرأة بالإثارة والتشويق : "كوني حرة" "واثقة" "جريئة" ، كي تلبس ما يريدون وتخلع ما يريدون وتشتري ما يريدون ؟ ويتهمونها بالضعف والتخلف إذا التزمت بحجابها !

 أول من دعا إلى نزع الحجاب في مصر "الرجل" رفاعه الطهطاوي بعد عودته من "فرنسا" أما الذي نزعه فعلا عن "هدى شعراوي" في خيمة احتفالية فهو "الرجل" سعد زغلول بعد عودته من "بريطانيا"، ليتتابع مسلسل خلع الحجاب في الدول العربية التي كانت خاضعة لسلطة "رجال" الاحتلال "البريطاني والفرنسي.." .

  

 نسمع ألقابا غير لائقة في حق غير المحجبات " فاسقة..فاجرة"   !

  وكذلك المحجبات ؛ يسمعن ويقرأن ألقاباً مؤذية "متخلفة مضطهدة متشددة إرهابية.."

الفسق وصف قبيح وصف الله به طوائف من البشر، يحرص المؤمن على ترك أفعالهم ولا يرضى أن يصفه بذلك أحد ، وكذلك التشدد في الدين وصف قبيح  "هلك المتنطعون"  لا يرضاه المؤمن لنفسه ولا يرضى أن يصفه به الآخرون . فلنحذر جميعا من التساهل في إطلاق تلك الألقاب .

 " ولا تنابزوا بالألقاب " ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه في معنى الآية : هو قوله لليهودي الذي أسلم : يا يهودي ، وللمسلم : يافاسق .

 ولتحذر غير المحجبة من إيذاء المحجبة بالألقاب والسخرية ، قال الله تعالى في الحديث القدسي " من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب ".

 

 الدين وسطية والتشدد مرفوض  !

  ما هو المعيار الذي نعرف به التشدد من التوسط من التساهل ؟

  المتوسط يعتبره المتشددون متساهلا ، ويعتبره المتساهلون متشددا !

 الله سبحانه شرَّف المؤمنين بأن جعلهم أمةً وسطاً ، وهم الملتزمون بالقرآن والسنة من العلماء الربانيين وأتباعهم ، وليس معيار الوسطية الرغبات والأهواء.

 

***

من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه ، وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه ، ولا تجعله ملتبسا علي فأضل "وكذلك "  اللهم اهدني وسددني "فلنكثر منها .

 

 

 

وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى

وجمعنا في الفردوس الأعلى