القواعد السبع للتعود على العمل الصالح وعلاج الانقطاع
بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن ويسر
الخير عادة
قال صلى الله عليه وسلم : " الخيرُ عادَةٌ، والشَّرُ لَجاجَةٌ " رواه ابن ماجه وابن حبان ، وحسنه الألباني .
قيل في معناه : نفس المؤمن مجبولة على محبة الخير، ويسهل تعودها عليه ، فإذا جاهد نفسه على عمل صالح صار عادة ً له ، والشر مثل لجة البحر العميق البعيد عن اليابسة : من غامر بالسباحة إليه تورط وأوشك على الغرق .
المؤمن يتمنى الاستقامة على الصالحات حتى تكون الفرائض والنوافل عادةً سهلة ومحبوبة ، إلا أن البعض يعاني من الفتور والانقطاع بعد البدء ، وهنا بعض الإشارات والتنبيهات استفدتها من شروح (رياض الصالحين) ومقالات عن (علم نفس العادات) وبعض المصادر الأخرى .
كلنا معرضون للفتور، والنبي صلى الله عليه وسلم قال : إنَّ الإيمانَ ليَخلَقُ في جوفِ أحدِكم كما يَخْلَقُ الثوبُ ، فاسأَلوا اللهَ أن يُجدِّدَ الإيمانَ في قلوبِكم . (السلسلة الصحيحة) ، كما أن الثوب الجديد يبلى مع الزمن فكذلك الإيمان يضعف في القلب مع الوقت ويحتاج لمعاهدة وتجديد وتنشيط ، ولذلك كان الصحابة رضي الله عنهم ينادي بعضهم بعضاً : اجلس بنا نؤمن ساعة ، ويقولون : تعال نزدد إيماناً ، وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : إن من فقه العبد أن يتفقد إيمانه ويتعاهد ما نقص منه .
قواعد تكوين العادات الطيبة والاستمرار على الصالحات (لمن يعاني من الانقطاع والفتور بعد الحماس)
القاعدة الأولى : المنبه الجاهز
القاعدة الثانية : الدوام ثم التمام
القاعدة الثالثة : استعن بالله ولا تعجز
القاعدة الرابعة : الفرحة سر من أسرار تكوين العادة
القاعدة الخامسة : استغل لحظات الحماس ولا تعتمد عليها !
القاعدة السادسة : القدوة الصالحة أقوى تأثيراً من الكلمات والنصائح !
القاعدة السابعة : كن سهلاً مع نفسك ؛ لا تهتم بالتخطيط ، ولا تكثر الأهداف !
شخصان يرغبان في المحافظة على صلاة الوتر، وقد حاولا عدة مرات لكنهما ينقطعان. سمعا مقطعاً مؤثراً عن فضله وأهميته فتحمس الأول من جديد وقرر ضبط المنبه قبل الفجر بساعة ليصلي إحدى عشرة ركعة ويدرك فضيلة ثلث الليل الآخر، أما الثاني فقرر أن يحافظ على ركعة واحدة فقط بعد صلاة العشاء مباشرة .
عمل الأول أكمل لكنه معرض للتوقف ، وعمل الثاني أفضل لأنه مناسب للمداومة !
القاعدة الأولى : المنبه الجاهز
المنبه هو الشيء الذي يُذَكِّر الإنسان بعمل ما تعود عليه ، وهو أساس في كل عادة . الشخص المتعود على التسمية عند الأكل يتذكر التسمية بمجرد الجلوس على المائدة دون الحاجة إلى أن يذكره أحد ، فالجلوس على المائدة بالنسبة له "منبه" عقلي ارتبط بالتسمية .
ننصح عند البدء في عمل صالح دائم باستخدام منبه جاهز موجود أصلاً ليسهل تذكر العمل ، فالشخص الثاني ربط الوتر بصلاة العشاء وهي منبه جاهز لأنه سيتذكر الوتر مباشرة بعد الصلاة، أما الأول فسيستخدم منبه جديد لإيقاظه .
القاعدة الثانية : الدوام ثم التمام
أي الحرص أولاً على الاستمرار على العمل الصالح ولو كان يسيراً ثم يأتي بعد ذلك تحسينه وتكثيره . يقول ﷺ : يا أيُّها النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ؛ فإنَّ اللَّهَ لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا، وإنَّ أحَبَّ الأعْمَالِ إلى اللَّهِ ما دَامَ وإنْ قَلَّ. رواه البخاري ، أي اختاروا العمل الذي تطيقون الاستمرار عليه ، فإن الله لا يمل من إثابتكم حتى تملوا من العمل بسبب مشقته فتتركوه . وقال ﷺ لعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه : يا عبدَ اللهِ ! لا تكُنْ مِثلَ فُلانٍ كان يقومُ الليلِ ، فترَكَ قِيامَ الليْلِ . رواه البخاري ومسلم ، قال العلامة السندي في شرحه : (كان يقوم الليل) أي غالبه أو كله ، فترك قيام الليل أصلاً حين ثقل عليه ، أي فلا تزد أنت في القيام أيضاً فإنه يؤدي إلى الترك رأساً ، انتهى. وانظر صحيح البخاري وشرحه فتح الباري ( الأحاديث 1150 إلى 1153).
الذرة الصالحة : ابدأ بأقل قدر من العمل يغلب على ظنك القدرة على فعله في أوقات الخمول ، واحذر من احتقاره ، واستمر عدة أسابيع أو أشهر أو سنوات (حسب طبيعة العمل وطبيعة كل شخص) حتى يصير عادة سهلة ، وعندها تتم الزيادة بقدر يسير أيضاً يغلب على الظن القدرة على الاستمرار عليه حتى يصبح المجموع عادة سهلة ثم إضافة المزيد وهكذا . عند الشعور بصعوبة الإضافة فالأفضل تأجيلها والاستمرار على القليل الثابت .
لا تنظر إلى صغر العمل الصالح ولكن انظر إلى عظيم فضل الله الذي عملته لأجله سبحانه ، يقول الله تعالى ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةࣰ یُضَـٰعِفۡهَا وَیُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِیمࣰا﴾ [النساء ٤٠] أي إن الله تعالى عدل لا يظلم عباده شيئًا، فلا ينقص من حسناتهم مقدار نملة صغيرة، ولا يزيد في سيئاتهم شيئًا، وإن تكن الحسنة كوزن الذرَّة يضاعف ثوابها فضلًا منه، ويعطي مع المضاعفة ثوابًا عظيمًا تكرماً على عبده المؤمن (المختصر في التفسير بتصرف) . ويقول ﷺ : مَنْ تَصَدَّقَ بعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ ولَا يَقْبَلُ اللهُ إلَّا الطيِّبَ (أي من تصدق بما يساوي تمرة من كسب حلال ولا يقبل الله إلا الحلال) فإِنَّ اللهَ يقْبَلُها بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِيها لِصاحبِهِ كما يُرَبِّي أحدُكم فَلُوَّهُ حتَّى تَكونَ مثلَ الجبَلِ . رواه البخاري ومسلم ( أي ينمي الله صدقته ويبارك في ثوابها كما ينمي أحدنا الخيل الصغيرة ، فتكون الصدقة مثل الجبل) .
لا تحتقر التمرة في الصدقة ، ولا تحتقر الركعة الواحدة في الوتر ، ولا التسبيحة الواحدة في الذكر ، ولا قبلة رأس الوالدين في البر ، ولا التبسم في وجه السائق والخادم وعامل النظافة والسلام عليهم في حسن الخلق والإحسان للخلق ، ولا إزاحة الحجر والزجاج عن الطريق في بذل المعروف .. أنت تراها صغيرة ويحاول الشيطان صرفك عنها بتحقيرها في عينك ، ولكنها مع الإخلاص عظيمة .
اختر الأيسر والأحب إليك وليس الأكمل والأفضل ، لأن المطلوب في البداية الثبات والمداومة ، ثم يترقى العمل الصالح تدريجياً نحو الأكمل والأفضل . علامة الأيسر أنه أقل من حيث الزمن والجهد وعدد الخطوات ، فالركعة الواحدة الخفيفة بعد العشاء تستغرق أقل من دقيقتين ولا تحتاج خطوات كثيرة لأن الشخص موجود في المصلى وجاهز للصلاة من حيث الطهارة واللباس ، أما صلاة إحدى عشرة ركعة آخر الليل فالوقت والجهد أكثر بوضوح ، ويحتاج الشخص عدة خطوات بعضها ثقيلة في بداية الأمر .
يقول الله تعالى عن عبده المؤمن في الحديث القدسي : وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً. رواه البخاري . فالله أكرم من عبده .. فقط أقبل عليه بالمداومة على العمل الخالص اليسير وسترى كيف يُقبل عليك سبحانه بتوفيقك للمزيد . الذي يصلي الوتر ركعة واحدة بعد العشاء مباشرة مخلصاً لله ولو بدون صلاة راتبة العشاء ؛ ستراه غالباً بعد عدة أشهر يصليها ثلاثاً ويصلي راتبة العشاء قبلها ! ثم تراه بعد سنوات يصلي الوتر عدة ركعات في البيت قبل النوم أو آخر الليل .
الذرة الصالحة هي رأس مالك والزيادة ربح ومكسب ؛ حافظ على رأس المال ورحب بالمكسب ، فإذا بدأت تصلي الوتر ركعة واحدة مثلاً (رأس المال) ووجدت من نفسك إقبالاً على الخير ورغبة في الزيادة فزد مقدار القراءة في تلك الركعة (ولو من المصحف) وأطل ركوعها وسجودها ، وإن رغبت زيادة الركعات فلا بأس ؛ كل ذلك ربح ومكسب ، لكن لا تقرر المداومة على هذه الزيادة قبل أن تصبح الركعة الواحدة عادة سهلة ، لأنك ستضعف ويصيبك الفتور خلال أيام وقد تترك الوتر من أصله.
القاعدة الثالثة : "استعن بالله ولا تعجز" هذه وصية المصطفى ﷺ .
انظر إلى الناس وقت الأذان : من يردد مع المؤذن ؟ القليل من يُوفق لهذه العبادة عظيمة الأجر. نحن لا نتمكن من العمل اليسير إلا بتوفيق الله وعونه .
نفوسنا تقاوم البدء بالعمل إذا لم يوافق هواها ، وهذه المقاومة تزول بمجرد النهوض والبدء .
الاستعانة بالله عامة ومؤقتة ، فالعامة مثل ترديدنا "إياك نعبد وإياك نستعين" وقول النبي ﷺ لمعاذ بن جبل رضي الله عنه حين أخذ بيده : يا مُعاذُ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّكَ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّك، أوصيكَ يا معاذُ لا تدَعنَّ في دُبُرَ كلِّ صلاةٍ تقولُ: اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ . رواه أبو داود وصححه الألباني .
والمؤقتة عند إرادة العمل وتكاسل النفس عنه . حتى الذرة الصالحة ستجد من نفسك ثقلاً وتكاسلاً عنها في بعض الأحيان ، لكن يسهل التغلب على الكسل بالاستعانة بالله ثم كون العمل سهلاً جداً . عند فراغك من صلاة العشاء جاء دور ركعة الوتر وقد تجد بعض التكاسل فاشحن نفسك بهذه الجملة العظيمة " إياك نعبد وإياك نستعين " بصوت تسمعه أنت وادفع نفسك بقوله ﷺ "لا تعجز" لتقف فوراً وتكبر للوتر ، وسيساعدك بإذن الله كونها ركعة واحدة فقط .
مع الوقت ستسهل العبادة وتقل الممانعة بفضل الله ورحمته : ﴿وَٱلَّذِینَ جَـٰهَدُوا۟ فِینَا لَنَهۡدِیَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ﴾ [العنكبوت ٦٩]
القاعدة الرابعة : الفرحة سر من أسرار تكوين العادة
يقول ﷺ : مَن سرَّتهُ حسنتُهُ وساءتْهُ سَيِّئتُهُ فذلِكم المؤمنُ . رواه الترمذي وصححه الألباني ، أي من علامات الإيمان أن يفرح بعمل الحسنة ويحزن بعمل السيئة . ويقول ﷺ : لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ.. رواه البخاري ومسلم . افرح بتمام العمل ولو كان قليلاً ، لأن المشاعر الطيبة بعد العمل الصالح تولد الرغبة في تكراره وتسرٍّع في جعله عادة ، واحذر لوم الذات على قلته ، لأن اللوم ناتج عن النظرة الكمالية ولن يحقق الهدف .
القاعدة الخامسة : استغل لحظات الحماس ولا تعتمد عليها !
لا تعتمد على لحظات الرغبة والحماس (الناتجة عن المواقف والمقاطع المحفزة) في تحديد نوع ومقدار العمل الذي ستداوم عليه لأنها مشاعر قوية وطموحة تنحاز بك للمثالية وطلب الكمال ، لكنها مؤقتة تنتهي بالفتور خلال ساعات أو أيام قليلة فتترك العمل من أصله .
أفضل وسيلة لاستغلال تلك اللحظات اختيار عمل واحد مؤقت ينتهي في نفس اليوم أو خلال بضعة أيام، قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه : صَلَّيْنَا المَغْرِبَ مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ثُمَّ قُلْنَا: لو جَلَسْنَا حتَّى نُصَلِّيَ معهُ العِشَاءَ ، قالَ فَجَلَسْنَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقالَ: ما زِلْتُمْ هَاهُنَا؟ قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، صَلَّيْنَا معكَ المَغْرِبَ، ثُمَّ قُلْنَا: نَجْلِسُ حتَّى نُصَلِّيَ معكَ العِشَاءَ، قالَ أَحْسَنْتُمْ، أَوْ أَصَبْتُمْ . رواه مسلم ، وتوضأ أبو موسى الأشعري رضي الله عنه ذات يوم في بيته ثُمَّ خَرَجَ، فَقالَ: لأَلْزَمَنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَلأَكُونَنَّ معهُ يَومِي هذا .. الحديث . رواه البخاري ومسلم، فلما كانت الرغبة متوافرة والفرصة سانحة بادر رضي الله عنه للجلوس في المسجد هو وجماعته الأشعريون ، وفي الحديث الثاني قرر أن يلزم رسول الله ﷺ يوماً كاملاً يخدمه ويحرسه ويتعلم منه .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: (إنَّ لهذه القلوب إقبالًا وإدبارًا. فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل، وإن أدبرت فألزموها الفرائض) .
قال الصحابي الجليل أبو مسعود البدري رضي الله عنه: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا بِالصَّدَقَةِ ، فَمَا يَجِدُ أَحَدُنَا شَيْئًا يَتَصَدَّقُ بِهِ ، حَتَّى يَنْطَلِقَ إِلَى السُّوقِ فَيَحْمِلَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَجِيءَ بِالْمُدِّ فَيُعْطِيَهُ رَسُولَ اللهِ .. الحديث رواه النسائي وأصله في الصحيحين . عندما يحث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة على الصدقة ، يرغب فقراؤهم في المشاركة فيذهب أحدهم إلى السوق ويحمل أغراض المتبايعين مقابل صاع أو مدٍّ من تمر أو غيره ثم يأتي به إلى النبي ﷺ.
من أمثلة الأعمال المؤقتة :
حفظ سورة من القرآن (تبارك مثلاً) أو آيات محددة (الكرسي أو آخر آيتين من سورة البقرة)
تحضير وجبة وإرسالها لأحد الجيران أو الأقارب أو شخص عزيز على أحد الوالدين
حفظ واحد أو أكثر من الأذكار
زيارة عائلة فقيرة وإعانتهم بسلة غذائية
الجلوس في المسجد (للرجل) أو المصلى (للمرأة) بعد صلاة المغرب مثلاً للذكر والدعاء والقرآن إلى صلاة العشاء
تعليم سورة الفاتحة أو المعوذات أو آية الكرسي لطفل أو خادم أو عامل أو مسلم جديد
حفظ بعض أسماء الله الحسنى ومراجعة معناها
حضور محاضرة أو يوم علمي في المسجد
مشاهدة أو الاستماع لموعظة أو درس فقهي في موضوع محدد تحتاج إليه
زيارة قريب أو مريض أو أخ في الله
الصلاة في مسجد يُصلى فيه على الجنائز وزيارة المقبرة
اصطحاب أحد الوالدين لقضاء مستلزماته أو لزيارة أحد معارفه
تنسيق رحلة عمرة أو جولة دعوية في قرية أو هجرة
صيام يوم واحد (باستثناء يوم الجمعة منفرداً) أو عدة أيام متتالية
زيارة مؤسسة دعوية أو إغاثية والاطلاع على برامجهم والمشاركة بما تيسر لدعمهم
الخروج في نزهة لغرض التفكر في عظيم خلق الله
قراءة كتاب صغير الحجم أو فصل محدد من كتاب كبير
وغيرها ..
بادر لنفس العمل أو عمل آخر مع كل لحظة حماس ، ولا تلزم نفسك بجعله عادة دورية لأنك في الأغلب ستفتر عنه ، ومع الوقت ستلاحظ كيف يمتلئ وقتك بأعمال البر دون تكلف أو معاناة ، والله الموفق .
قد يكون العمل المؤقت الذي تبادر إليه آخر أعمالك وعنوان سعادتك ؛ يَروي البَرَاءُ بنُ عازِبٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه جاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ وهُم يَستَعِدُّونَ لِلغَزوِ، فقال هذا الرَّجُلُ لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أُقاتِلُ معكَ أوَّلًا ثم أُسلِمُ بعْدَ انتِهاءِ القِتالِ، أمْ أُسلِمُ أوَّلًا ثم أُقاتِلُ معكَ؟ فأمَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُعجِّلَ بإسلامِه أوَّلًا، فأسلَمَ الرَّجُلُ، ثمَّ قاتَلَ فقُتِلَ، فقال رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في شَأْنِه: «عَمِلَ قَلِيلًا، وأُجِرَ كَثِيرًا». رواه البخاري ومسلم ، أيْ: كانَ عَمَلُه قَليلًا بالنِّسبةِ إلى زَمانِ إسلامِه، وأجْرُه كَثيرًا لِمَوْتِه شَهيدًا، ووَجَبتْ له الجَنَّةُ ولم يركَع للهِ رَكعةً واحِدةً .
القاعدة السادسة : القدوة الصالحة أقوى تأثيراً من الكلمات والنصائح !
إذا كنت تريد الحج أو العمرة فعليك بالركوب مع المسافرين إلى مكة ، أما إذا ركبت مع المتجهين لرحلة صيد أو حفلة غنائية فلن تحج !!
هكذا رحلة الاستقامة والتعود على الأعمال الصالحة ؛ لا بد من ركوب حافلة السائرين إلى الله . ستتأثر بهم أكثر من تأثرك بالنصائح والتوجيهات لأن القدوة شأنها عظيم وأثرها كبير. الصالحون متواجدون في المساجد وحلق القرآن ومجالس العلم والذكر وفي المؤسسات الدعوية والخيرية ، تعرف عليهم وجالسهم وسافر معهم .
لن تفوز بالاستقامة مع شلل الأنس واللعب ، فإنَ أحسن أحوالها العيش في المباحات، وأما مرافقة أهل اللهو المحرم فهي انحدار في الاتجاه المعاكس للاستقامة ، ويتوب الله على من تاب .
﴿وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَیۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِیدُ زِینَةَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطࣰا﴾ [الكهف ٢٨]
واصبر نفسك -أيها النبي- مع أصحابك مِن فقراء المؤمنين الذين يعبدون ربهم وحده، ويدعونه في الصباح والمساء، يريدون بذلك وجهه، واجلس معهم وخالطهم، ولا تصرف نظرك عنهم إلى غيرهم من الكفار لإرادة التمتع بزينة الحياة الدنيا، ولا تُطِعْ مَن جعلنا قلبه غافلًا عن ذكرنا، وآثَرَ هواه على طاعة مولاه، وصار أمره في جميع أعماله ضياعًا وهلاكًا. (التفسير الميسر)
والذي قتل تسعاً وتسعين نفساً أرشده العالم إلى الخروج من بلده إلى بلدة أخرى ، وقال له : انْطَلِقْ إلى أرْضِ كَذا وكَذا، فإنَّ بها أُناسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فاعْبُدِ اللَّهَ معهُمْ .
القاعدة السابعة : كن سهلاً مع نفسك ؛ لا تهتم بالتخطيط ، ولا تكثر الأهداف !
لا تحاول أن تبني مجموعة عادات صالحة في نفس الفترة (مثل : ورد ثابت من القرآن + صيام نوافل + طلب علم + كثرة الذكر + صلاة الوتر ..) ، لأنك تعرض نفسك للملل بسرعة . اختر عملاً واحداً أو اثنين ، وابدأ بالأيسر والأحب إليك، وتذكر أن كل إنجاز يسهل الإنجاز الذي بعده، أما كثرة الأهداف فتعرض صاحبها للتراكم والإحباط. وعندما يستقر العمل الصالح ويصبح عادة سهلة ؛ سيسهل عليك البدء بعمل أو عملين آخرين وهكذا .
هل تذكر خططك السابقة ؟ ما مصيرها ؟!! إذا لم تلتزم بها فلا تكرر نفس الخطأ بكتابة خطط وأهداف جديدة .
الإنجازات اليسيرة والعادات المتواضعة أهم وأنفع من الخطط والأهداف الكبيرة !
ابدأ من الآن على بركة الله بعمل يسير جداً وفق القواعد السابقة ، ولا تلزم نفسك بما يقوله أصحاب " تطوير الذات" والنظرة الكمالية وعلو الهمة ، توصياتهم تلك تناسب البعض (قلة من البشر) ولا تناسب البعض الآخر. الأصح والأوفق لي ولك قاعدة القرآن الكريم : ﴿لَا یُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ ﴾ [البقرة ٢٨٦] ، ﴿فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ ﴾ [التغابن ١٦] ، وقاعدة الهدي النبوي : " والقَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا " رواه البخاري . أي التزموا بالقصد في العمل الصالح وهو التوسط والاعتدال لتبلغوا غاية الفلاح.
نموذج تطبيقي
الأذكار
كنت غافلاً عن الأذكار وهدفي أن أكون بإذن الله من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات .
المنبه الجاهز : أبدأ بأذكار المناسبات الواضحة ، مثل دخول المنزل والخروج منه ، ودخول الخلاء والخروج منه ، لأن المكان والحركة تذكرني بالذكر المشروع بشكل تلقائي .
الذرة الصالحة : أكتفي بأسهل الصيغ الواردة مثل قول : (بسم الله) إذا دخلت المنزل وعند الأكل ، وقول (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) عند دخول الخلاء ، و(غفرانك) عند الخروج ، و (الحمد لله) بعد الأكل والشرب ، و (بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه ) عند الخروج من المنزل . وأكتفي بمثل هذا القدر من الأذكار لعدة أيام أو أسابيع، حتى يتعود عليها لساني ، ثم أضيف إجابة المؤذن مثلاً لعدة أيام أو أسابيع ، ثم أضيف ذكراً واحداً أو اثنين فقط من أذكار الصباح والمساء ، وأستمر على ذلك عدة أسابيع ، فإذا انشرح صدري للزيادة استعنت بأحد كتب الأذكار وتعلمت المزيد متدرجاً نحو الأكمل والأفضل على مدار سنة كاملة . إذا شعرت بصعوبة الزيادة حافظت على المستوى الذي وصلت إليه ففيه خيرٌ كثير .
الاستعانة بالله : أبدأ مشروعي بالحرص على دعاء (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) في كل صلاة.
لحظات الرغبة والحماس : استغلها بالأذكار العامة السهلة مثل (أستغفر الله ) (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) (اللهم صل وسلم على محمدٍ وآله) ويكون العدد بحسب الرغبة والنشاط ، بدون أن ألزم نفسي بتكرار ذلك بشكل منتظم .
الصحبة الصالحة : مجالسة الصالحين ومرافقتهم تساعد بسرعة على التعود على الأذكار .
الجلوس في المسجد
(المصلى بالنسبة للمرأة في المنزل)
كنت أحضر للصلاة متأخراً وأغادر المسجد بعد السلام مباشرة ، وهدفي أن أكون بإذن الله ممن تعلق قلبه بالمسجد ، وفاز بكثرة دعاء الملائكة واستغفارهم .
المنبه الجاهز : أبدأ بزيادة مدة جلوسي بعد الصلاة ، لأن حضوري ولو متأخراً ، يذكرني بالجلوس بعد الصلاة ، ولا أحتاج لمنبه جديد .
الاستعانة بالله : أتربع في جلستي بعد السلام مباشرة لأن التربع يجعلني أجلس فترة أطول، وأقاوم رغبتي في الخروج بتذكر قوله سبحانه (إياك نعبد وإياك نستعين) وقول المصطفى ﷺ (لا تعجز) .
الذرة الصالحة : أكتفي بأقل صيغ الأذكار الواردة بعد الصلاة ، وهي الاستغفار ثلاثاً ، ثم (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) ثم (لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) ثم (سبحان الله والحمد لله والله أكبر) عشر مرات فقط كما ورد في بعض الأحاديث ، وأستمر على ذلك عدة أسابيع حتى يصبح الأمر عادة سهلة .
لحظات الرغبة والحماس : أواصل الجلوس وأزيد عدد التسبيحات إلى ثلاث وثلاثين أو أقرأ القرآن أو أصلي النوافل دون أن ألزم نفسي بجعل ذلك منتظماً ، وإذا وجدت رغبة في الحضور مبكراً للمسجد بادرت لذلك دون أن ألتزم بالمداومة في البداية .
الزيادة حسب الأيسر : إذا انشرح صدري للزيادة المنتظمة فأنظر : هل الأيسر زيادة الأذكار (ثلاث وثلاثون تسبيحة) أو أبدأ بالالتزام بصلاة الراتبة التي بعد الصلاة ؟ آخذ الأيسر بالنسبة لي وألتزم به لبضعة أسابيع ، فإذا انشرح صدري للمزيد زدت الأذكار (آية الكرسي والمعوذات) وحافظت على السنة الراتبة بعد الصلاة .
الفرح بنعمة الله : أحمد الله سبحانه عند خروجي من المسجد على هدايته لي لأداء الصلاة في جماعة والجلوس بعد الصلاة ، وهذا الفرح والشعور الطيب يزيد الارتباط بالمسجد والتعلق به فتزيد الرغبة للتبكير والجلوس مدة أطول .
ثم أبدأ مشروع التبكير للمسجد بالمنبه الجاهز وهو الأذان فأبادر فور سماعه للوضوء مستعيناً بالله ، وأترك ما في يدي من عمل أو لهو (لا تعجز) ، وأخرج للمسجد.
الصحبة الصالحة : أزيد علاقتي ومعرفتي بالذين يحضرون للمسجد مبكرين وينصرفون متأخرين ، وأحاول الاقتداء بهم .
الورد اليومي للقرآن
اثنان.. في كل رمضان يتحمسان لختم القرآن وبعد عدة أيام يفتر الحماس ويتوقفان عن القراءة، ولم يختما منذ عدة سنوات.!
وبعد رمضان تمر عليهما الأيام المتتالية دون قراءة للقرآن.
دخل رمضان فقرر الأول _على العادة_ أن يقرأ جزءا كل يوم، ووضع خطة وجدولا للقراءة.
أما الثاني فقد تعلم من الماضي أن الحماس لا يدوم، فقرر أن يجلس بعد الصلاة (الفرض الذي يناسبه ويرى بعض المصلين يجلسون بعده للقرآن فيتشجع بوجودهم) ليقرأ ما تيسر له (وجه واحد على الأقل فإن وجد من نفسه رغبة ونشاطا زاد القراءة ، ولا يلزم نفسه بتلك الزيادة كل يوم، لكن يحافظ على الوجه الواحد) .
حرص على دعاء “اللهم أعني على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك“ دبر كل صلاة، وصار يفرح ويحمد الله بعد الجلوس والقراءة على هداية الله وتوفيقه مهما كانت القراءة قليلة.
هدفه أن يتعود قراءة القرآن كل يوم ولو بالقليل، أما الزيادة والختمات فكان مطمئنا أن ذلك سيتحقق بفضل الله بمرور الوقت.
الثاني فرصته للنجاح أكبر بإذن الله .
الصدقة
أتصدق بشكل غير منتظم ، وكثيراً ما أتمنى الصدقة لكن المال غير متوفر ، وهدفي أن أتصدق كل يوم لأفوز بأجر المتصدقين عموماً ، وبدعوة الملك خصوصاً "اللهم أعط منفقاً خلفاً" .
المنبه الجاهز : أولاً : ابدأ بمصروفك المعتاد على نفسك وأهلك ؛ ادع الله باستمرار أن يتقبله صدقة عنك وعن والديك ، فأجر النفقة على الأهل أعظم من أجر الصدقة على الفقراء . وذكر نفسك بذلك عند شراء الحاجيات وسداد الفواتير ودفع رواتب الخدم والموظفين .. كل ذلك تنويه صدقة عنك وعن والديك .
ثانياً : لحظة نزول الراتب إن كنت موظفاً ، أو توزيع الأرباح إن كنت تاجراً أو مساهماً في شركة ، أو حصولك على أجرك المالي ومستحقاتك .. بادر للصدقة على المحتاجين وخصوصاً الأقارب أو المؤسسات الخيرية والدعوية ، ومع الوقت ستتذكر الصدقة بشكل تلقائي كلما جاءك المال .
الذرة الصالحة : تصدق بأقل قدر ممكن ، تتيقن أنك تستطيع المداومة عليه دون ضرر أو حرج (1 % من دخلك مثلاً) ، واحذر من احتقاره ، وتذكر عظيم فضل الله الذي تصدقت طلباً لفضله ورحمته .
استعن بالله ولا تعجز: بادر للصدقة فور تذكرها مستعيناً بالله ومستعيذاً به من شح النفس ، جاء عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه كان يطوف بالبيت، يقول في دعائه : ((اللَّهم قني شح نفسي)) لا يزيد على ذلك .
ابدأ بالشبر ليرزقك الله من كرمه بالذراع والباع : مع الوقت سترى الصدقة سهلة وتتذكرها دون عناء ، وعندما تجد من نفسك الرغبة في الزيادة والقدرة عليها ، فاختر لنفسك الأيسر والأحب : هل تزيد المبلغ السابق (فيكون 2.5 % مثلاً) أو تزيد الفترات وتقسم المبلغ على تلك الفترات (فتجعلها كل يوم جمعة مثلا لتكون صلاة الجمعة هي المنبه) ؟ وبعد عدة سنوات تجعلها كل يوم بعد صلاة الفجر مباشرة (تحويل الصدقة إلكترونيا بجهاز الجوال) .
الدعاء
كنت أدعو الله سبحانه عند الحاجة ، ثم تنبهت لحاجتنا الماسة للمداومة على الدعاء في كل الأحوال ، لأنه علامة إخلاص التوحيد لله ، وأعظم العبادات ، وأجره عظيم ، ولا يحتاج لجهد أو مال ، وهو من أسهل وأعظم وسائل نفع الآخرين والإحسان إليهم ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِی سَیَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ﴾ [غافر ٦٠]
هَذَا مِنْ فَضْلِهِ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَكَرَمِهِ أَنَّهُ نَدَبَ عِبَادَهُ إِلَى دُعَائِهِ، وَتَكَفَّلَ لَهُمْ بِالْإِجَابَةِ، كَمَا كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: يَا مَنْ أحبُّ عِبَادِهِ إِلَيْهِ مَنْ سَأَلَهُ فَأَكْثَرَ سُؤَالَهُ، وَيَا مَنْ أَبْغَضُ عِبَادِهِ إِلَيْهِ مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ غَيْرُكَ يَا رَبِّ... وفي الحديث "الدعاء هو العبادة" . (تفسير ابن كثير)
أبدأ بالدعاء بين الأذان والإقامة بعد تحية المسجد أو بعد الصلاة المكتوبة (المنبه الجاهز) بدعاءٍ سهل جامع (الذرة الصالحة) مثل (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) مستحضراً كل حسنات الدنيا في النفس والأهل والمال والعلم ، وحسنات الآخرة ونعيمها ، وأجاهد نفسي للالتزام به ، وأفرح به متخيلاً كيف ستكون حياتي وقد استجابه الله ، وأحذر من استقلاله والاستهانة به (الاستعانة بالله والفرح بالحسنة) . أو دعاء آخر أحب إلى نفسي كما في الحديث " ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أعْجَبَهُ إلَيْهِ، فَيَدْعُو". رواه البخاري ومسلم .
إذا وجدت من نفسي رغبة وحماساً للدعاء أطلت سجودي ودعوت ، أو رفعت يدي إلى الله أياً كان الوضع ودعوت .
ثم أبدأ بالدعاء في المواقف التي تمر بي يومياً (المنبه الجاهز) مستخدماً كلمةً أو جملة سهلةً (الذرة الصالحة) تناسب ذلك الموقف وأشباهه حتى يتعودها لساني ، فمثلاً أقول :
(اللهم اهده/اهدها) كلما رأيت من ارتكب خطئاً أو مخالفةً في بيتي أو في الشارع أو في مكان العمل والدراسة أو في مقطع أثناء تصفح الجوال ومشاهدة التلفاز .
(اللهم بارك له/لها) كلما رأيت ما يعجبني سواء كان شخصاً أو عملاً في أي مكان .
(اللهم اكفناه/اكفناها بما شئت) كلما رأيت أو قرأت ما أخشاه على نفسي أو الإسلام والمسلمين .
(اللهم اجزه/اجزها خيراً) كلما أحسن إليّ شخص ، أو عمل خيراً لم أعمله أنا .
(اللهم اشفه/اشفها) كلما سمعت عن شخص أو رأيته مريضاً .
(اللهم اغفر له/لها) كلما سمعت خبر وفاة مسلم أو مسلمة .
(أسأل الله من فضله) كلما رأيت ما يعجبني وأتمنى مثله .
(الله يصلحك) كلما أخطأ أحد الأطفال الصغار.
أستمر عدة أشهر حتى تكون عادة سهلة ، ثم أتعلم المزيد من أدعية المناسبات المتكررة (المطر، السفر، رؤية المبتلى ، هبوب الرياح ، الزواج ...) والأدعية الجامعة مستفيداً من كتب الأذكار .
ثم أجعل الدعاء بديلاً عن المدح والمجاملة (ما شاء الله اللهم بارك له/لها ، الله يوفقك ويزيدك من فضله ..) بدلاً من المدح (رائع جميل !) لمجرد المجاملة .
وأجعل الدعاء بظهر الغيب مكافأة وإحساناً لكل من أود مكافأته والإحسان إليه لكن ظروفي لا تسمح لي .
وأجعل الدعاء وسيلتي إلى كرم الله وفضله كلما شعرت بالتقصير ، فأسأل الله دوماً الفردوس الأعلى ولو لم أكثر من الصالحات ، طامعاً في كرم الله أكثر من طمعي في عملي .
وأجعل الدعاء وبث الشكوى إلى الله وسيلة للتنفيس عن الهموم والمضايقات .
وهكذا بقية الصالحات
أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
28 شعبان 1442 هجريا
نفع الله بك وكتب اجرك وادام تميزك ����
ردحذف