المشاركات

عرض المشاركات من 2023

قولوا للغرب: لا توجد "فاحشة آمنة" ، و"الزواج الآمن" خيرٌ لهم لو كانوا يعقلون !

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين   تزوج النبي ﷺ خديجة رضي الله عنها وهي أكبر منه بكثير؛ لأن فارق السن كان مألوفاً، وبعد وفاتها أشارت عليه خولة بنت حكيم بالزواج من عائشة رضي الله عنها؛ لأن زواج الصغيرات كان مألوفاً أيضاً بدليل أن عائشة كانت مخطوبة لجبير بن المطعم بن عديّ قبل خطبة النبي لها، وكان جبير وأبواه كافرين، فأبدوا عدم الرغبة في إتمام الزواج خوفاً على ابنهم المشرك من تحوله لدين أبي بكر! ففرح أبو بكر رضي الله عنه بخطبة النبي ﷺ لها وزوجها إياه (أي عقد قرانها، وهو ما يعرف حالياً بالمِلكة أو كتب الكتاب)، وبعد الهجرة، لما بلغت عائشة سن التاسعة: بنى بها النبي ﷺ (أي دخل بها، وتم العرس). عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَزَوَّجَهَا وهي بنْتُ سِتِّ سِنِينَ، وبَنَى بهَا وهي بنْتُ تِسْعِ سِنِينَ . رواه البخاري ومسلم لم يستغل مشركو قريش، ولا يهود المدينة ومنافقوها زواج عائشة في تلك السن للنيل من رسول الله ﷺ والطعن فيه؛ لأن الأمر معهود، ولا عيب فيه.  كان زواج صغيرات السن معروفاً عند غير العرب كذلك، وفي هذا الرابط قائمة طويلة جداً بأسماء وأعم...

الهم والحزن في حياة الصالحين

  بسم الله الرحمن الرحيم  أخطأ بعض المتصوفة الذين رأوا الحزن فضيلة واعتبروه من منازل السائرين إلى الله، واستشهدوا لذلك بأحاديث وآثار لا تصح ، حتى إن بعضهم يدعو الله أن يديم حزنه! بالمقابل أخطأ بعض الدعاة والوعاظ حين اعتبروا السلامة من الهم والحزن علامة على قوة الإيمان، وجائزة دنيوية على الأعمال الصالحة، وأن طول الحزن والهم من نتائج أو علامات قسوة القلب والغفلة عن ذكر الله، وأن المؤمن لا يصيبه مرض الاكتئاب والقلق،  وتراهم يعزون المصاب في بدنه أو ماله بأن ذلك ابتلاء، أما المصاب في مشاعره ووجدانه بالهم والحزن فيتهمونه بالذنب ويربطون عافيته بالتوبة والاستغفار،  واستدلوا لذلك بمثل قوله سبحانه ﴿مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَنُحۡیِیَنَّهُۥ حَیَوٰةࣰ طَیِّبَةࣰۖ﴾ وقوله  ﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَتَطۡمَىِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَىِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ وقوله ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِی فَإِنَّ لَهُۥ مَعِیشَةࣰ ضَنكࣰا﴾ ،   واستشهدوا بتفسير بعض المتأخرين دون الرجوع لتفسير السلف المتقدمين رحمهم ال...

بشروهم برمضان ولا تجعلوا الفوز فيه صعبا

بسم الله الرحمن الرحيم  وبه نستعين بشروا المؤمنين برمضان كما بشر النبي ﷺ أصحابه "أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم." أخرجه أحمد، والنسائي، وصححه الألباني.   واحذروا من تثقيله وتصعيبه على الناس بتكريس الصورة المثالية المغلوطة عن السلف أنهم في رمضان يتركون أعمالهم ويقفلون دكاكينهم ويختمون القرآن أكثر من ختمة يوميا، فهذه اجتهادات وردت عن أفراد ممن جاء بعد الصحابة، أما عموم الصحابة فإنهم يجتهدون بالقيام والقرآن والصدقة والجهاد، والحذر من المحرمات، دون تكلف وزيادة على الحد المشروع، ودون إهمال للكسب والزراعة والتجارة. قالت عائشة رضي الله عنها "وَلَا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ القُرْآنَ كُلَّهُ في لَيْلَةٍ".  وقال ﷺ "لم يَفقَهْ من قرأ القرآنَ في أقَلَّ من ثلاثٍ."  وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَفِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ ثَلَا...