المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2023

الهم والحزن في حياة الصالحين

  بسم الله الرحمن الرحيم  أخطأ بعض المتصوفة الذين رأوا الحزن فضيلة واعتبروه من منازل السائرين إلى الله، واستشهدوا لذلك بأحاديث وآثار لا تصح ، حتى إن بعضهم يدعو الله أن يديم حزنه! بالمقابل أخطأ بعض الدعاة والوعاظ حين اعتبروا السلامة من الهم والحزن علامة على قوة الإيمان، وجائزة دنيوية على الأعمال الصالحة، وأن طول الحزن والهم من نتائج أو علامات قسوة القلب والغفلة عن ذكر الله، وأن المؤمن لا يصيبه مرض الاكتئاب والقلق،  وتراهم يعزون المصاب في بدنه أو ماله بأن ذلك ابتلاء، أما المصاب في مشاعره ووجدانه بالهم والحزن فيتهمونه بالذنب ويربطون عافيته بالتوبة والاستغفار،  واستدلوا لذلك بمثل قوله سبحانه ﴿مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَنُحۡیِیَنَّهُۥ حَیَوٰةࣰ طَیِّبَةࣰۖ﴾ وقوله  ﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَتَطۡمَىِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَىِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ وقوله ﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِی فَإِنَّ لَهُۥ مَعِیشَةࣰ ضَنكࣰا﴾ ،   واستشهدوا بتفسير بعض المتأخرين دون الرجوع لتفسير السلف المتقدمين رحمهم ال...