منتصف العمر بين ابتهال الصالحين وأزمة الغربيين
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين هل ما حققته في حياتي يستحق ما بذلته من جهد وعناء ، وهل نفعتني طموحاتي أم ضرتني ؟ هل كان اختياري لزوجتي / زوجي موفقاً ، وهل كان إنجابنا للأطفال قراراً حكيماً ؟ أليس من حقي بعد السنوات التي بذلتها من أجل غيري أن أهتم بنفسي وأشبع رغباتي ؟ هل ما بقي من حياتي هو معاناة السكر والضغط والمفاصل وبداية الموت ؟ ألا يجب أن أجدد شبابي فأهتم أكثر بزينتي وهندامي وصحتي وأفعل ما يفعل الشباب ؟ ألم يأن الأوان لأمضي بقية حياتي على سجادة الصلاة وبين دفتي المصحف استعداداً للقاء الله عز وجل ؟ هل أكرس بقية عمري لأسرتي ، وأرمم علاقاتي مع أرحامي وأصدقائي القدامى أم أستعيد هواياتي التي أهملتها بسبب الانهماك في مشاغل الحياة ؟ أزمة الغربيين هذه المراجعات وغيرها من الخواطر ترد على بعضنا رجالاً ونساءً في مرحلة الرشد ما بين الثلاثين والستين من أعمارنا . سماها علماء النفس الغربيون "أزمة منتصف العمر" وتظهر عندهم ما بين الخامسة والثلاثين إلى الخامسة والأربعين ، ولا تقف عند أسئلة الماضي والمستقبل بل تشمل الهدف من الحياة وأزمة الهوية : "من أنا و ماذا أريد وما الغاية من وجو...